الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ -
الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ - 24 تشرين الثاني 2024


ربيب السماء وصاحب الخلق العظيم... محمد صلى الله عليه وآله
14 ربيع الثاني 1439هـ
وُلدَ نبيُ الإسلامِ محمدٌ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ في مكة المكرمةِ، يومَ الجمعةِ، السابعَ عشرَ من شهرِ ربيعٍ الأولِ من العام خمسمائةِ وواحدٍ وسبعينَ من ميلاد عيسى المسيح عليه السلام، ذلكَ العامَ الذي سُمي بعامِ الفيلِ بعد أن توجهَ فيه إبرهةُ الأشرمُ الحبشيُ بجيشٍ جرارٍ، من اليمن صوبَ مكةَ، تَتَقَدمهُ الفيلةُ قاصداً تدميرَ بيتِ اللهِ الحرامِ الذي بناهُ النبي ُإبراهيمُ وابنهُ إسماعيلُ عليهما السلامُ.
ومما ذُكر في يومِ مولدِ النبيِّ الأكرمِ محمدٍ صلواتُ اللهِ عليهِ وآلهِ من حوادثَ، انكبابِ الأصنامِ على وجوهها، وارتجاسِ إيوانِ كسرى، وتهاوي أربعِ عشرةِ شرفةٍ منه، كما غاضت فيه بحيرةُ ساوة، وفاضَ وادي السماوةِ، وخَمَدت نيرانُ فارس، ولم تخمد قبلَ ذلكَ بألفِ عامٍ.
والدُ النبيَّ محمدٍ؛ هوَ عبدُ اللهِ بن عبدِ المطلبِ بن هاشمِ بنِ عبدِ منافِ بنِ قصيَّ بن كلابِ بن مرةِ بن كعبِ بن لؤي بن غالبِ بن مضرِ بن نزارِ بن معدِ بن عدنانِ، الذي توفيَ قبل ولادةِ النبيَّ الأكرمِ صلواتُ الله عليهِ وآلهِ، اثناء سفرهِ التجاريَّ الى الشام.
اما أمُهُ فهي آمنةُ بنت وهبِ بن عبدِ مناف بن زهرةِ بن كلابِ بن مرة بن كعبِ. 
وما إن ولِدَ صلى اللهُ عليهِ وآلهُ وسلم، حتى أحتضَنَهُ جدهُ عبدُ المطلبِ وسلمهُ إلى حليمةِ بنت الحارثِ السعدية، لترضعه في البادية، لينشأ قوي الجسم فصيح الكلام، كي تعيده بعد ذلك إلى أمه.
ومما قالته السيّدة آمنة بنت وهب رضوان الله تعالى عليها)) لمّا حملتُ بهِ لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثُقل الحمل، فرأيت في نومي كأنّ آتٍ أتاني فقال لي: قد حملتِ بخير الأنام، فلمّا حان وقت الولادة خفّ عليّ ذلك حتّى وضعته، وهو يتّقي الأرض بيديه وركبتيه، وسمعت قائلاً يقول: وضعت خير البشر، فعوّذيه بالواحد الصمد من شرّ كلّ باغ وحاسد)).
وسرعان ما توفيت السيدة آمنة، والنبي الأكرم لم يتجاوزُ بعد عامه السابع، ليبقى بعد ذلك في رعايةِ جده عبد المُطلب، الذي تُوفي هو الأخر والنبي محمد لم يتجاوز الثامنةَ من عمره الشريف، ليكُفلهُ بعد ذلك عمُه أبو طالب الذي أحسن كفالته، حيث كان لا يفارقه ليلا ولا نهارا، بل وراح يصحبه في أسفاره إلى الشام للتجارة، فَعُرِف عند الجميع بأمانته وفطنـته، حتى أشتهر بين التجار بـ (محمد الأمين).
كما لُقب صلوات الله عليه واله وسلم بحبيب الله وصفي الله وخاتم النبيين والمصطفى والمختار والمجتبى والطاهر والأمين والنبي الأمي.
بُعث سلام الله عليه بمكة المكرمة يوم الإثنين، السابع والعشرين من رجب، بعد أربعين سنة من مولده الشريف، حيث نزلَ عليه الوحي بالنبوة، عندما كان يتعبدُ في غارِ حراء، حيث نزلت عليه اولَ آيةً قرآنية: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق () خلق الإنسان من علق) (العلق ــ 1ـ2).
وأستشهد سلام الله عليه في الثامن والعشرين من صفر من العام الحادي عشر من هجرته الشريفة للمدينة المنورة، عن عمرٍ ناهز الـثلاث وستين عام.
ومحمد صلوات الله عليه وآله، هو أخر انبياء الله وخاتمهم وأحد الأنبياء أولي العزم، ورسالته هي الرسالة الخاتمة لما قبلها من رسالات، وكتابه (القرآن الكريم) سر إعجازه، وهو خاتم الكتب السماوية واشملها وأكثرها مواكبة لكل زمان ومكان.