السبت - 17 رجب 1446هـ -
السبت - 17 رجب 1446هـ - 18 كانون الثاني 2025


وصف اثنوجرافي للعالم الإسلامي
12 ذو القعدة 1442هـ
يُقصد بالعالم الإسلامي، هو المجموع المتشكل من الدول التي يزيد عدد سكانها المسلمين على نصف مجموعها الكلي، وهو بهذا يشمل عدة مجموعات من الدول المتراصفة جنبا الى جنب أو المتباعدة عن بعضها، حيث تمتد دول العالم الإسلامي من المحيط الأطلنطي غربا حتى المحيط الهادي شرقا، فضلا عن الكثير من الجزر المبعثرة في هذين المحيطين وغيرهما.
وعلى هذا، فلا ينحصر العالم الإسلامي في شبه الجزيرة العربية فحسب (باعتبارها مهد الإسلام وقبلته) إنما يمتد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ليتضمن بذلك شعوبا عدة وأمما كثر تجتمع تحت لواء التوحيد لله والرسالة لنبيه الخاتم محمد صلوات الله عليه وآله الموسومة بـ (لا اله الا الله، محمد رسول الله). 
ويتجه المسلمون جميعا، حيثما كانوا وأنى يكونون، زمانا ومكانا، يتجهون للكعبة قبلة لهم، ويؤمنون بالقرآن كتابا إلهيا مقدسا، وبالنبي محمد صلوات الله عليه وآله نبيا خاتما، ويقيمون فرائض الدين الخمسة وغير ذلك مما يرتبط بعقيدتهم. 
ديموغرافيا، تشغل دول العالم الإسلامي مساحة كبيرة من البسيطة، تُقدر بحوالي (28) مليون كيلو متر مربع، أي بما يقارب (23)% من مساحة العالم المأهولة، وتتواجد معظم بلدان العالم الإسلامي بين درجة (60) شمالا و(6) جنوبا حيث تشغل ما يقارب (66) درجة عرضية، في حين تمتد أفقيا لـ (38) درجة طولية، أي بين درجة (120) شرقا و(18) غربا. 
وتقع معظم بلدان العالم الإسلامي في النصف الشمالي للكرة الأرضية، أي في قارات العالم القديم، وفلكيا فهي تمتد حول مدار السرطان، متجاوزة خط الاستواء من طرفه الجنوبي، حيث الثلثين الأفريقيين شمالا؛ والثلث الآسيوي غربا. 
وتتخذ بعض المواقع الإسلامي جيوبا سكانية على شكل جزر كما هو الحال في جزر القمر وجزر الرأس الأخضر في افريقيا وجزر إندونيسيا وجزر جنوب الفلبين. 
وبالنظر للمساحة الشاسعة التي يمتدها العالم الإسلامي، فيعني ذلك أن تنوعا في الظروف المناخية سيكون ملازما لبلدان هذا العالم، ففي الوقت التي تتسمع بعض بلدانه بالحرارة او الجفاف، فأن غيرها سيتّسم بالرطوبة أو البرودة، وهكذا، وهو ما أنعكس ايجابا على تنوع منتجاته وبالأخص الزراعية منها، وهذا أدى بالضرورة الى تنوع المصالح تبعا لذلك، فكان النشاط التجاري والاقتصادي هو الأخر متنوعا بتنوع هذه الظروف. 
تشغل التشكيل الصحراوي قرابة (75) % من أراضي العالم الإسلامي ، حيث فيه الصحراء الكبرى في افريقيا والصحراء العربية وصحراء شبه الجزيرة العربية وصحراء ثار والصحراء الأفغانية والصحراء الباكستانية وصحراء ايران فضلا عن الصحراء الأقسى في الصومال، وعلى الرغم من صحراوية العالم الإسلامي، ألا ان فيه الكثير من السهول الخضراء الغنية بالإنتاج الزراعي، كما هو الحال في السودان ومصر وبنغلاديش وباكستان والعراق والشام.
مائيا.. يحتوي العالم الإسلامي على الكثير من المسطحات المائية والأهوار والبحيرات الداخلية التي تكون عادة غنية الثروة السمكية كما هو الحال في جنوب العراق وأواسط باكستان وافغانستان، كما تتواجد الأنهار بكثرة في دول العالم الإسلامي، وهذه الميزة مع ميزة المياه الساقطة (المطرية) هي التي جعلت بلدان العالم الإسلامي أكثر تحضرا وتمدنا من غيرها، بل وهذا هو السبب المنطقي لنشأة الحضارات القديمة في هذه البلدان. 
ديموغرافيا.. تتنوع أجناس المسلمين في العالم الإسلامي، وتبعا لذلك تتنوع لغاتهم ولهجاتهم، وهو ما يؤدي بالضرورة الى تنوع ثقافاتهم؛ وأن توحدوا في معتقداتهم الدينية، ومن هذا التنوع، تنبثق الأهمية الكبرى لبلدان العالم الإسلامي، خصوصا في العقود الأخيرة حيث امتدت الحالة الإسلامية للكثير من الدول، سيما المتقدمة كأمريكا وأوربا، وصار المسلمون فيها من أصحاب الوزن الاقتصادي والفكري والثقافي الثقيل، ومما لا يمكن تجاهله، هو إن العالم الإسلامي يشكل اليوم حراكا عالميا على مختلف الأنشطة، ومنها بطبيعة الحال الاقتصادية والفكرية.