الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ -
الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ - 24 تشرين الثاني 2024


دولة المماليك
10 جُمادى الآخرة 1443هـ
المماليك، عصبة جنود (سلالة عسكرية من العبيد والرقيق المحاربين استقدمهم العباسيون من القوقاز وتركمانستان وجعلوهم حراسا لهم ولقادة جيوشهم)، ظهرت بقوة عام 1250 م، واستمرت لقرنين ونصف، حكمت خلالها كل من العراق والشام وأجزاء من الجزيرة العربية، فضلا عن مركزها مصر التي شكلوا فيها عاصمتين اثنتين، هما كل من العاصمة البحرية للماليك، وتزعمها على التوالي كل من السلطان عز الدين آيبك والسلطان قطز والظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والناصر محمد بن قلاوون، والعاصمة البرجية لها، وحكمها برقوق وفرج وإينال والأشرف سيف الدين برسباي وقانصوه الغوري وطومان باي.
وقد حكمت دولة المماليك البحرية من خلال مؤسسها عز الدين أيبك، نحو (135) سنة وذلك بين عامين (1250ـ 1382) م، وقد سموا بالبحرية لأن نجم الدين الأيوبي كان قد اسكن حكومته وحاشيته بقلعة الروضة في نهر النيل.
اما دولة المماليك البرجية (تسمى أحيانا بالجركسية او الشركس) فقد سميت بالبرجية لأن مؤسسها المنصور قلاوون كان قد اسكن حاشيته البالغ عددهم قرابة (4000) فرد قرب برج قلعة الجبل، واستمرت هذه الدولة قرابة (139) سنة.
ولدت دولة المماليك بُعيد الدولة الأيوبية، وبالتحديد عندما مس الهرم السلطوي الأيوبيين.
ويسجل التأريخ لهم موقف تصدي شجاع ضد الغزو المغولي في معركة عين جالوت المعروفة. 
وفي قمة سطوة الدولة المملوكية، ازدهرت القاهرة وصارت اهم مركز تجاري بين الشرق والغرب، لكن حالة الشباب ـ على صعيد الدول والمماليك ـ هي الأخرى لم تستمر ورضخت لمرحلة المشيب والهرم، حيث تمكن السلطان العثماني سليم الأول من القضاء على المماليك وضم كل من مصر والشام والحجاز فضلا عن العراق الى الدولة العثمانية. 
وتعود مرحلة تأسيس دولة المماليك الى فترة وفاة السلطان أيوب، حيث الحرب الدائرة مع الفرنج الصليبيين بقيادة ملك فرنسا في حيناها لويس التاسع بعدما جيش جيشه الجرار متجها من خلال دمياط صوب القاهرة، فواجهه توران شاه واسره سنة 1250 م، لتأول الأمور الى ارملة أيوب ـ شجرة الدر ـ لتبدأ حالة الانقسام والتراخي في الدولة الأيوبية حتى تزوجت شجرة الدر من السلطان إيبك وتنازلت له عن العرش.
وصلت طلائع الدولة المملوكية الى بغداد لأول مرة عام 1702م، وذلك في العهد العثماني، بعد أن استقدمهم باشا بغداد السلطان حسن، ليحكموها كضباط بعد ذلك بفترات منقطعة استطاعوا خلالها اعلان استقلالهم الذاتي عن الباب العالي وإطفائهم للثورة القبلية و حدّهم من السلطة الإنكشارية؛ الا أن العثمانيين سلبوا الحكم منهم بعد قتلهم لداوود باشا عام 1831م.
أما في الهند، فقد وصل الحكم المماليكي لها عام 1206 واستمر لغاية عام 1290، من خلال السلطان قطب الدين إيبك الذي وصل لدرجة رفيعة ومقام عال جدا عند السلطان شهاب الدين محمد غوري بالهند، ولكن بعد وفاته  1206 م دون ان يترك لنفسه وريث فعلي، انتقلت الإمبراطورية لقطب الدين وجعل من لاهور عاصمة له ثم نقلها الى دلهي وبعد وفاته استلمها شمس الدين التتمش كسلطان أكبر بعد ان تزوج ابنة قطب الدين؛ ثم حكمها ـ دولة المماليك الهندية ـ السلطان غياث الدين بلبن الذي كان قائد جيوش السلطان ناصر الدين ثم تولى الحكم بعده حفيده معز الدين قيذاباد وانتهت تلك السلالة على يد فيروز خلجي مؤسس السلالة الخلجية في بيهار والبنغال.
وحكمت دولة المماليك في مصر وباقي البلاد الأخرى، بالديانة الإسلامية، وكان نوع الحكم فيها سلطنة، بعد ان مدت حكمها على ما يزيد عن خمسة ملايين كم2، وحكمت اكثر من (40,000,000) نسمة، وكانت عملتها الدينار المملوكي ولغتها الرسمية هي العربية.