الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ -
الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ - 24 تشرين الثاني 2024


سمرقند... فسيفساء القباب
12 ربيع الأول 1442هـ
تعتبر "سمرقند" عاصمة إسلامية كبرى، بل ومركزا علمية وثقافيا وفنيا يمثل حقبة مهمة من المسار الإسلامي، فضلا عن كونها موطنا للعديد من كبار العلماء المسلمين.
وتمتاز سمر قند بكثرة قبابها المزخرفة، وهو مدعاة تسميتها بـ"مدينة القباب الزرقاء".
وتقع سمرقند في وسط جمهورية أوزبكستان، ما يجعلها تتوسط القارة الأسيوية، وهو موقع استراتيجي يبين أهميتها الجغرافية والاقتصادية.
ثقافيا... تتمتع سمر قند بإرث تاريخي عميق، بدء من احتضانها للعديد من الآثار الإسلامية الممتدة إلى عصور بعيدة، وانتهاء بحالتها العمرانية المعاصرة ذات الطابع الإسلامية، وبالنظر لكثرة القبا فيها وتزيينها بالزخارف الإسلامية ذات اللون الأزرق، مع وفرة للمواقع الأثرية ذات الصبغة الإسلامية العتيقة، كل ذلك جعل منها أشبع ما تشكون بمتحف مفتوح يبوح لزوارها بالكثير من الأسرار الجميلة.
استمدت سمرقند اسمها من الشخصية التاريخية الكبيرة "سمر"، اما كلمة "قند" فتعني مدينة، وبذلك فهي "سمرقند".
تأريخيا... خضعت سمر قند لأنواع كثيرة من الاحتلال بدء من الفرس مرورا باليونانين ومن ثم الصينيين والعرب وانتهاء بالمغول والأتراك.
تعتبر "تيمور" عاصمة سمر قند، نسبة للإمبراطور تيمورلنك، مؤسس إمبراطورية تيمور العظمى.
وتيمور كان مغرما بالثقافة والغمران، حتى أنه أحضر أفضل المعمارين والفنانين والحرفيين من شتى بقاع الأرض من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، لبناء سمرقند بأفضل شكل ممكن، ما جعلها مركز ثقل العالم في تلك المرحلة من التاريخ، لتيمم هذه الرجلة ابنها أولوغ بيك الذي حولها الى مركز علمي عالمي يشار له بالبنان، خصوصا وإنها تقع على أهم أجزاء طريق الحرير.
ونظرا للعمق التاريخي لمدينة سمر قند، فإنها ما زالت تحظى بمكانة واسعة في أشعار ومدائح وروايات الشعراء والكتّاب، وتحافظ على رونقها التاريخي في يومنا الحالي.
إسلاميا... وإلى جانب إرثها التاريخي والثقافي، تتميز "سمر قند" بأنها الموطن الأبرز  والسكن الأطول لعدد كبير من العلماء المسلمين.
تضم مدينة "سمرقند" آثاراً من بقايا عهد التيمور، أبرزها مسجد "بيبي خانوم" الذي يعكس عظمة تلك المرحلة، حيث بُني بين عامي 1399 – 1405 للميلاد.
ومن جهة أخرى، صارت "سمر قند" وجهة للعلماء وطلاب العلم خصوصا بعد أن شيد أولوغ مرصده الفلكي الكبير، وهو ما جعل من مدينة سمر قند عاصمة العلم والمعرفة، وجعل منه أولوغ بيك حاملا للمشعل العلمي في حينه بما عُرف عنه من شغف بعلوم الفلك والرياضيات.
#ديموغرافيا_إسلامية