الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ -
الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ - 24 تشرين الثاني 2024


المشكلة الإحصائية للأقليات الإسلامية في الدول غير الإسلامية
23 جُمادى الآخرة 1442هـ
ينتشر المسلمون في أغلب دول العالم غير الإسلامية بنسب متفاوتة، وتشير بعض الإحصائيات الى وجود (220) مليون مسلم أو أكثر من ذلك، يعيشون كجاليات في دول غير إسلامية، وهذه الأعداد من المسلمين آخذة بالتزايد، حسب إحصائيات المراكز الإحصائية الرصينة.
ويرجع هذا التزايد في أعداد المسلمين الى أحد الأسباب التالية، إن لم تكن مجتمعة وهي:
- النمو السكاني لتلك البلدان، والذي يشمل نمو المسلمين أنفسهم أيضا.
- التحول الديني من الديانات الأخرى الى الإسلام، وهذا ما هو عليه واقع الحال في كثير من الدول.
- المهاجرون الجدد من البلدان الإسلامية الى تلك الدول، والذين أخذوا بالتزايد في الفترة الأخيرة.
 ولكن هناك ثمة مشاكل يعاني منها الإحصائيون وبشكل كبير، وهي صعوبة الحصول على الأرقام الحقيقية لأعداد المسلمين في تلك الدول، ويرجع ذلك الى الأسباب التالية: 
- وجود المسلمين بأقطار متخلفة، لا تعير أهمية للجانب الإحصائي، كبعض الدول الأفريقية، فيكون أعداد المسلمين فيها غير معروف، وخاضعٍ للتقديرات التي لا تتصف بالدقة.
- في الدول ذات الأنظمة التي تضطهد الأقليات الإسلامية، كإسبانيا مثلا، وبعض الدول الشيوعية مثل الصين، يعمد المسلمون الى إخفاء انتماءاتهم الإسلامية، خوفا من الملاحقة والاضطهاد، وبذلك تكون أرقام الإحصائيات الحكومية، أقل من الأرقام الحقيقية.
- تعْمَد بعض الدول خصوصا الشيوعية منها الى إحصائيات غير حقيقية، تقل بكثير عن الأعداد الحقيقية للمسلمين.
- تخشى بعض الأنظمة من اطّلاع المسلمين على حقيقة أعدادهم، الذي قد يترتب عليها ـ حسب اعتقادهم ـ أمور أخرى. 
- عدم اكتراث بعض الدول بإحصاء الأقليات الدينية، بحجة أن هذه الإحصائيات قد تؤدي الى إثارة النعرات الطائفية والدينية ببلدانهم.
- في حال ترجع أرقام الإحصائيات الى التقديرات، تبرز مشكلة أخرى، وهي: من هي الجهة التي تقوم بالتقدير؟ فاذا كانت إسلامية قد تقوم بتكبير الأرقام التقديرية المقاربة، وإذا كانت غير إسلامية، فقد تقوم بإنقاص الأرقام التقديرية المقاربة للحقيقة.