السبت - 17 رجب 1446هـ -
السبت - 17 رجب 1446هـ - 18 كانون الثاني 2025


دراسات فنية في صور القرآن
9 شوال 1442هـ

أن يخوض العالم في تفسير القرآن الكريم، هذا مما يمكن ان يحصل، بل ويحصل دائما، وأن يكتب أحدهم في المباني اللغوية للقرآن الكريم، هو الأخر مما اشتملت عليه كثيرا؛ مكتباتنا الإسلامية، إلا أن يتبنى احدهم النواحي الفنية والصورية في القرآن الكريم، فهو الأندر!
نعم.. الأندر، لأن كثير منا انشغل عن هذه الصور ـ رغم جمالتيها ـ بالبحوث اللغوية والإعجازية لكتاب الله الأقدس، وقلما التفت اليها أحد.. وهذا ما فعله البستاني في سفره الكبير هذا ـ دراسات فنية في صور القرآن ـ.
ولأن القرآن الكريم، كتاب الله الأشمل، فقد اشتمل على صور فنية عظيمة، خصوصا في قصصه، بل وعدت هذه الصور معاجز أخرى تضاف الى تلك المتعلقة بالأعجاز اللغوي والبلاغي فضلا عن العلمي. 
يأخذنا البستاني، في رحلة فنية، تتمظهر فيها الاستنطاقات التي لا يجديها الا من يجيد الفن، بكل انواعه، ليلفت نظر القارئ الى حقائق، قد يلتفت أليها أول مرة، وبدون البستاني قد لا يلتفت أليها بالمرة. 
والبستاني هو محمود بن الحاج عبد الحسين البستاني المكنى بأبي الريحة، من مواليد مدينة النجف الأشرف عام 1366هـ، جمع بين الدراستين الحوزوية والأكاديمية. 
تخرج من كلية الفقه ثم واصل دراساته العليا في القاهرة حتى حصل على الدكتوراه، ليعود بعدها إلى النجف ويمارس مهماته العلمية والأدبية.
نشر الكثير من نتاجاته الأدبية في الصحافة العربية، وكان يميل في شعره إلى الرمزية والتجريدية، وهو بحق من أبرز شعراء المرحلة التي مارس فيها كتابة الشعر في النجف، استقر في مشهد الايرانية عدة سنوات، يدرس في إحدى كلياتها، وله نشاط في  مجال التحقيق في مكتبتها الرضوية العامرة، كما أن له مساهمات طيبة في مجالات التفسير والأدب والتربية والاجتماع على ضوء المبادئ الإسلامية والمنهج القرآني، ومن مؤلفاته المطبوعة: الإسلام وعلم النفس، تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي،  الإسلام وعلم الاجتماع، دراسات فنية في التغيير القرآني، دراسات فنية في القصص القرآني، في النظرية النقدية، المناهج النقدية في نقد المعاصرين، النقد الأدبي في العراق، وغيرها.

 


الكاتب: محمود البستناني