الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ -
الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ - 24 تشرين الثاني 2024


الأدارسة... أسلمة الشمال الأفريقي وتعريبه
16 شعبان 1443هـ
سلالة مسلمة ظهرت في المغرب العربي، خلال الفترة الممتدة بين عامي (788 ـ 974) م، سميت كذلك نسبة لمؤسسها إدريس الأول، الذي هو من أحفاد الحسن بن علي  بن أبي طالب عيلهما السلام، وبالتالي فأن دولتهم هي أول دولة علوية هاشمية. 
يمكن اعتبار الأدارسة هم المؤسسين الفعليين لما يسمى اليوم بالمغرب العربي، وأن كانت دولتهم في حينها أشمل وأعم ما هو معروف اليوم.
ما أن استبد العباسيين بالحكم؛ حتى هرب أدريس (الذي هو الأبن الأكبر لعبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب) مع مولاه راشد إلى مصر ومنه الى اقصى افريقيا (المغرب حاليا)، وبعد أن استقر في مدينة (وَلِيلَى) المغربية، اتصل بإسحاق بن محمد بن عبد الحميد زعيم قبيلة "أوربة" البربرية بعد أن خلع الأخير طاعته لبني العباس بعد أن كان من ولاتهم، متنازلا عن الحكم لصالح إدريس، اكراما لنسبه وقرابته من نبي الإسلام الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، فضلا عما أمتاز به من خلق رفيع وعلم غزير.
استقرت الأمور لإدريس، ودانت له معظم القبائل، وبدأ نفوذه بالتوسع من خلال نشره الإسلام بين القبائل التي لا تزال على غيره من مجوسية ويهودية ومسيحية، ما أدى الى دخولهم له بالحسنى بعد أو وجدوا فيه من السماحة والقيم التي شرحت قلبوهم.
وبعد وفاة إدريس بن عبد الله شهيدا مسمومًا، عين راشد (مولى أدريس) وصيًّا على إدريس الثاني (الأبن الأكبر لإدريس) الذي كان جنينًا في بطن أمه، فلما قُتِلَ راشد كفل إدريسَ أبو خالد يزيد بن إلياس العبدي - أحد شيوخ البربر- حتى كبر إدريس، واستقل بالحكم بنفسه في سنة 192هـ/ 808م.
بنى إدريس الثاني عاصمة جديدة لدولته سميت (فاس)، وتوسع في فتوحاته، وضمت الجزائر، وسعى للقضاء على نفوذ الخوارج، ووصلت دولته إلى مصاف الإمبراطوريات؛ وحكم بعده ثمانية من الأدارسة، كان أعظمهم قوة وأعلاهم قدرًا يحيى الرابع بن إدريس بن عمر، الذي امتد ملكه إلى جميع بلاد المغرب الأقصى.
أخذ الضعف يدب باركان دولة الأدارسة في عهد خلفاء إدريس الثاني؛ وذلك بسبب تشرذم أطرافها وتقسيم السلطات بين الأبناء فضلا عن الاقتتال الذي حصل بين أبناء إدريس من جهة والخوارج من ناحية أخرى، ما جعلت دولة الأدارسة تعيش الفوضى والاضطراب، والتمرد ببعض أركانها ما أنعكس سلبا على حالتها الاقتصادية والاجتماعية؛ ليستغل ذلك من قبل الخوارج ويتمكنوا من بسط نفوذهم فيها بعد أن عملوا على تقويض الدولة، ليتلقوا بعد ذلك الضربة القاضية من الدولة العبيدية (الفاطمية) والدولة الأموية الأندلسية، لتغلق الستار على دولة الأدارسة التي استمرت نحو قرنين من الزمان.
وعلى هذا فان سلسلة الأدارسة تبدأ بإدريس الأول (788-791)م، ومن بعده إدريس الثاني (791-828)م، ومن ثم محمد بن إدريس (828-836)م، ثم علي بن محمد المعروف بـ  "علي الأول" (836-848)م، ثم يحيى بن محمد المعروف بـ "يحيى الأول" (848-864)م، ثم يحيى بن يحيى المعروف بـ "يحيى الثاني" (864-874)م، ثم علي بن عمر المعروف بـ "علي الثاني" (874-883)م ثم يحيى بن القاسم المعروف بـ "يحيى الثالث" (883-904)م، ثم يحيى بن إدريس بن عمر المعروف بـ "يحيى الرابع" (904-917)م ثم بدا الحكم الفاطمي الحكم الفاطمي - (917-925) ثم الحسن الحجا  (925-927)م ثم القاسم كنون بن ابراهيم (937-948)م ثم أبو العيش أحمد بن القاسم كنون (948-954) واخيرا الحسن بن كنون المعروف بـ "الحسن الثاني" (954-974)
ومما يحسب لدولة الأدارسة انها عربت الشمال الأفريقي ونشرت الإسلام فيه وفي غرب القارة السوداء، فضلا عن استمالة الأمازيغ للإسلام.