الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ -
الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ - 24 تشرين الثاني 2024


قراءة استشرافية في أسلمة المجتمع الأمريكي
12 رمضان 1441هـ
ما زال المسلمون في تزايد مطرد، وحالة نمو كبيرة، خصوصا في الغرب، وهو ما يؤكد صدقية التنبؤات العلمية التي توقعت بأن يكون الإسلام؛ ثانية أكبر ديانة سماوية في العالم.
وما هذه الزيادة وهذا النمو، الا نتيجة طبيعية لفلسفة الإسلام في إدامة النوع الإنساني على البسيطة، من خلال تعميرها بالإنسان النوعي، خصوصا وأنه ـ الإسلام ـ يُقيد كثيرا من عمليات الإجهاض؛ الا بدواعي عقلائية، فضلا عن تحريمه للانتحار، ومنعه من قتل الأخر تحت أي ذريعة كانت غير تلك التي تمنعه من قتل غيره، بما يسمى بـالقصاص. 
من جهة أخرى، فأن الإسلام يدعو للتلاقح الفكري والتقارب الاثني والتمازج الإنساني، ما جعله الداعي الأكبر لما يسمى اليوم بلغة السياسة العصرية، بـ (حوار الحضارات). 
لذا نراهم ـ المسلمين ـ ينتشرون في اصقاع المعمورة، لا يحدهم حد ولا يمنعهم مانع، بعدما تدرعوا بالأنسنة وتخلقوا بالسماحة، وباتوا وبات من خلالهم الإسلام، بوصلة الحراك الإنساني والوجهة العقائدية للأفراد، خصوصا بعد تهاوي الكثير من التجارب البشرية والحضارات القائمة على المقترحات البشرية المفروغة من صوت السماء. 
وها هم المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية ـ والكلام على عهدة معهد بيو الأمريكي ـ سيصبحون بحلول عام 2040، ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية.

أسباب تسارع النمو السكاني للمسلمين في أمريكا 
يؤكد "بيو" على أن تقديرات المسح السكاني في أمريكا تؤكد على وجود ما يقارب (6) مليون مسلم، وهذا العدد سيجعلهم يتفوقون على الديانة اليهودية، وذلك بحلول عام 2040، حيث سيصلون الى ما يقارب (9) مليون مسلم. 
ويُعزى هذا التنامي والتسارع في عدد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية الى ثلا أسباب هي:
1. ارتفاع معدلات الخصوبة بين المسلمين الأمريكيين؛ رجالا واناثا.
2. هجرة المسلمين الى الولايات المتحدة الأمريكية.
3. ناهيك عن السبب الأكبر في هذه الزيادة، والمتعلق بكثرة معتنقي الإسلام من اتباع الديانات الأخرى او من اللادينيين، رغم ما يعانيه المسلمون من حالات تمييز عنصري لهم بداعي الدين، وبالأخص من قبل وسائل الإعلام الأمريكية التي تحاول تمييع اعدادهم وتسطيح نسبتهم. 

والغريب في كل ذلك، ورغم الظروف العنصرية التي تواجه بعض المسلمين، الا أنهم فخورين بانتمائهم لبلدهم ـ الولايات المتحدة الأمريكية ـ بل ويعدون أنفسهم من مواطنيها بل ومن بناتها وبناة عمقها الحضاري. 
وعلى الرغم من علمانية المجتمع الأمريكي، الا أن المسلمين فيه، يحاولون خلق أجواء تقبلهم من الأخر فضلا عن قبولهم له.

الجذر التأريخي للمسلمين في امريكا
دخل الإسلام الولايات المتحدة الأمريكية في القرن السادس عشر، وذلك من خلال "إذا مورا" ليفتح بذلك عهد الهجرة الإسلامية المغاربية صوب الساحل الغربي وبالتحديد في ولاية كاليفورنيا فضلا عن ولاية اريزونا وولاية نيو مكسيكو. 
في حين استطاع المسلم السنغالي "عمر بن سعيد"، وهو عبد اسود جلبه الأوروبيون للعمل في بعض الولايات الأمريكية وذلك في بداية القرن الثامن عشر أن يترجم بعض الكتب التي اعانت المسلمين في أمريكا قدر علق الأمر بتعلم الصلاة وتلاوة القرآن الكريم. 
ولم يكتف المسلمون الأمريكيون بالحياة العادية، إنما قرروا الاندماج في المجتمع الأمريكي بشكل لافت، خصوصا في صناعة القرار الأمريكي، للتعبير عن اصالة انتماءهم واحقيتهم ـ كما لغيرهم ـ في إثبات مواطنتهم، فكان ألكسندر راسيل اول برلماني مسلم مثل الجالية المسلمة في مجلس الشيوخ الأمريكي وذلك عام 1893م.
وفي بداية الحرب العالمية الأولى، ازداد عدد المسلمين المهاجرين الى الولايات المتحدة الأمريكية، وراحوا يثبتون اندماجهم، من خلال بناء عدد من المساجد والمراكز الإسلامية ليبشروا من خلال فعالياتها، بسماحة الإسلام وإنسانيته، ما جعل السود ـ والحديث عن اعقد مرحلة من مراحل العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية ـ يعتنقون الإسلام بعدما لمسوا فيه من حالة إنصاف لهم، لن تفطن لها كل النظم العصرية ومآلات وقرارا عصبة الأمم ومن بعدها الهيئة الأممية. 

ديموغرافيا المسلمين في أمريكا
ويتوزع المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكي حسب ما يلي: 
ـ 33% منهم من أصول اسيوية.
ـ 25% من أصول عربية. 
ـ 45% من أصول مختلفة.