الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ -
الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ - 24 تشرين الثاني 2024


الدومين... خزينة الدولة حسب المنظور الإسلامي
12 ذو الحجة 1443هـ
للدولة الإسلامية دومينها الذي يشكل لها سيادتها على مواطنيها، ويختلف ذلك الدومين بين أن يكون عاما، كالأموال العقارية كساحاتها العامة، وشوارعها ومنافذها الحدودية ومخازنها وبراريها وسياراتها التي تسخرها للخدمة العامة، فضلا منقولاتها، في حين ان دومينها الخاص يتمثل فيما تتسلط عليه هي بالقدرة على نقل ملكيته للأخرين قبالة عوض او بدونه، كأن توزع الأراضي على مواطنيها مثلا، أو أن تمد شبكات المياه والمجاري وغير ذلك. 
وتجمع الدولة في الإسلام، دومينها العام، من خلال بسطها لنفوذها على ما لا يمكن للفرد احرازه والانتفاع به، أو حتى ما يمكنه ذلك الا أنه يحتمل ان يحتكره ويتعسف فيه مع المواطنين، ومنه مثلا الطرقات والجسور والساحات، بل وحتى الأموال غير العينية كحق اصدار الأوراق النقدية والأوراق المالية، فضلا عما تستحصله دون حرب ويقع ضمن جغرافيتها، كالشلالات والبحيرات والبحار والموانئ والأنهار. 
وتكمن فلسفة منح الحكومة الإسلامية حقها في الدومين ـــ العام منه والخاص ـــ هو ضمان ألا يحتكرها الأفراد وبالتالي تحكّمهم بقوت الناس واحتياجاتهم الخدمية وربما الفكرية. 
والدومين حسب وجهة النظر الإسلامية، هو كل مال لا يمكن حكره على جيل او فئة دون أخرى، ما يعني أنها ملزمة بإدامته للأجيال وليس لها أنفاده على الجيل القائم.