الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ -
الاحد - 21 جمادى الاول 1446هـ - 24 تشرين الثاني 2024


التعددية في الزواج... ما لها وما عليها؟
16 ربيع الثاني 1439هـ
قد يقال أن المجتمعات الغربية قننت وضعيا لزوجية واحدة ومنعت من التعدد، فما الضير فيما لو قُنن لذلك في المجتمع المسلم؟ 
وجوابنا في ذلك هو أن هذا المنع يمكن ان يؤدي الى مؤدى سلوكي واخلاقي خطير، وهو اتخاذ كل من الرجل والمرأة (ونقصد بالرجل من لم يكتفي بواحدة، والمرأة من فاتها الزواج للأسباب المذكورة آنفا) لعلاقات خفية بشكل موزاي للعلاقة الرسمية المعلنة كاتخاذ هؤلاء لأخلاء وأخدان، ما يجعلنا أمام واقع كارثي لا ينسجم مع منظومة الأخلاق الإسلامية، ولا يتسق مع المبتغى الأول للإسلام في ترويض وتنشئة الفرد على احترام النظم السماوي وعللها وحكمتها.
من جهة أخرى، فقد منع الإسلام التعددية على الزوجة، أي منع الزوجة من اتخاذ أكثر من زوج في وقت واحد، بداعي ضياع النسب (عدم القدرة على تنسيب الأبن لأبيه)، كما أنه يفوت الحقوق المالية لمن له حق من المواريث بعد موت أحد الزوجين، فضلا عن كونه ـــ تعدد الأزواج ـــ أمر يثقل على المرأة من حيث الاستطاعة الجسدية، بل ويشعرها بالدونية كونها آلة إمتاع للرجل وليس غير ذلك، ما يفرغها من إنسانيتها ويحيونها ويشهونها خلقا.